“سِخْمِتْ”… بقلم : صفاء الحطاب

الوصلة نيوز _ “سِخْمِتْ” في الميثولوجيا المصرية هي مقدسة قديمة تقابل المقدسة “حتحور”؛
“سخمت” هي معبودة الحرب عند المصريين القدماء؛
وتقول الأسطورة إن “سخمت” الممثلة بجسد امرأة ورأس لبؤة؛
أرسلها الإله لمعاقبة البشر؛ بسبب عدم طاعتهم وأفعالهم السيئة؛ لكنها تمادت في القتل وسفك الدماء؛
فتحايل البشر عليها؛ وأسكروها حتى تهدأ؛ وقدموا لها القرابين حتى ترضى؛
وبقيت علاقة البشر بسخمت مرتبكة؛
يقدسونها طلبا للحماية من الأمراض والأوبئة؛ ويتقربون لها بالقرابين خوفا من غضبها تارة!
ويرمونها بالحجارة تارة أخرى كأنهم لم يقدسوها بالأمس!
وهناك من يقول إن “حتحور” هي “سخمت” في وقت الغضب والحرب؛
وسخمت هي حتحور في وقت الهدوء والرحمة والحب؛
وقد يمثل هذان الوجهان معا تمثيلا فلسفيا عميقا؛ يصور الإنسان والبشري في هذه الأرض؛ وأهمية التوازن بين القوة والرحمة؛
لكن.. ما حدث بعد ذلك؛
أن سخمت -كفكرة-؛ وبفعل البشر ورغبتهم المتجددة بسفك الدماء بقيت حاضرة في وجدانهم؛ تتمثل في بعضهم؛
بل ويقدسونها؛
ويقدمون لها القرابين منهم؛
وغابت حتحور -كفكرة أيضا- في عالم بعيد؛ تتمثل لنا من مكانها الخفي؛
تطلب منا النجدة؛
خوفا من ضياعها في عالم الأساطير إلى الأبد!
صفاء الحطاب