آراء وكتاب

ذات عمر … بقلم : د. منتهى الطراونة

الوصلة نيوز – ذات عمر حين (كنا سعداء)، تهفو قلوبنا لإقبال الليل، بهدوئه وجماله، ننتظر أن تشدو (الست) من كلمات (أحمد رامي) وألحان (السنباطي) قصيدة أقبل الليل…
نغيب مع كلماتها في عالم بديع، وهي تردد:
يا هدى الحيران في ليل الضنى
أين أنت الآن بل أين أنا
أنا طير رنّام في دنيا الأحلام… إلى أن تنتهي الوصلة، بمعرفة من نكون.
كنا ننتظر القمر يطلّ من سماء بِكر، ينير طريق السالكين إلى بيوت الأحبة، عبر طرق القرية الترابية، غير المضاءة آنذاك، وإن غاب يؤدي مصباح يدوي المهمة، وقمر الحصادين يعينهم على ما تبقّى من حصاد يومهم الطويل، أو أولئك الذين ناموا فوق سطوح الدور، اتقاءً لحرّ الصيف، يسامرونه، وبعض نجوم هنا أو هناك..
لم يكن يعكر صفونا، غير أن واجبًا مدرسيًا ينتظر الأداء…
كنا سعداء، قبل أن تفزّ القلوب اليوم؛ هلعًا، ورعبًا، من إقبال الليل، بسماء تلوثت، وازدحمت بأدوات القتل، والدمار من كل شكل، ولون، تعبر آلاف الأميال، من كل جهات الأرض، تمعن في الناس ذبحًا، وتقتيلًا، ولا يهمها من أين تعبر، أو مَن تخترق، في غياب ضمير العالم، وتوحش البشر…
أما أنا؛ فما زلت أدندن رغمًا عن كل شيء:
يا هدى الحيران في ليل الضنى
قد غدوت الآن
أدري من أنا
لكنني للأسف لا أدري أين أنا…

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى