منوعات

مارسيل خليفة يعود ليغنّي يا بحرية

الوصلة نيوز – رغم الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة، تم في قلب مدينة صيدا، ومن خان الافرنج المفتوح على البحر، إطلاق فعاليات الدورة السادسة من قبل لجنة مهرجانات صيدا الدولية في ثلاث أمسيات فنية ثقافية تم الإعلان عن الفنانين مارسيل خليفة ونانسي عجرم وغسان صليبا مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية وكورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار الوطني.
وستنطلق المهرجانات برعاية وزارتي السياحة والثقافة وبحضور وزيرة السياحة لورا لحود ورئيسة اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية نادين كاعين وفاعليات المدينة. وهكذا تتحضّر صيدا لاحتضان ليالي المهرجانات التي اتخذت مكاناً لها متاخماً لميناء المدينة القديم ومن خلفه قلعتها البحرية لتشكّل بذلك مسرحاً عائماً يتقاسم مع امواج البحر الألحان والنغمات ولتهزم الموسيقى ضجيج الحرب.
وفي المناسبة، تحدثت رئيسة لجنة المهرجانات، مشيرة إلى «أن مهرجانات هذه السنة تجمع بين الأصالة والتجدد حيث افتتاح البرنامج مساء الأربعاء في 6 آب/أغسطس بأمسية موسيقية بعنوان «راجعين بلحن كبير» بالتعاون مع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى الكونسرفتوار برئاسة الدكتورة هبة القواص في لقاء فني مميز مع الفنان المميز غسان صليبا. اما مساء الخميس 7 آب/أغسطس فموعدنا مع الفنانة المحبوبة نانسي عجرم في أمسية من الفرح والحيوية ويوم السبت 9 الشهر نختم مع الموسيقار الكبير مارسيل خليفة الذي يُعد ذاكرة وطنية»، وختمت «بالتوازي مع تلك الحفلات سننظم سوقاً للمأكولات تجمع مؤسسات محلية ومبادرات شبابية».
ورأت وزيرة السياحة أنه «حين نطلق مهرجانات صيدا الدولية في هذه المدينة التي شكلت عبر التاريخ بوابة الجنوب نشعر ان الكلمات وحدها لا تكفي، صيدا هي المدخل الجغرافي إلى الجنوب وهي بداية حكاية الجنوب، الجنوب الذي عرف الألم وتحمل القصف وواجه الخوف وعلّمنا معنى الصبر، الجنوب الذي يعيش في ظل قلق دائم وتساؤلات سياسية وأمنية».
وقالت: «صيدا في حد ذاتها قصة جمال من القلعة البحرية العائمة على عصور من العز إلى الخانات التي احتضنت العابرين وأكرمتهم إلى حلويات صيدا الشهيرة التي لا تشبه غيرها، صيدا تستحق ان تُروى وحين نفتتح فيها مهرجاناً دولياً فنحن نعيد إليها الاعتراف بمكانتها ونكرّس دورها ليس فقط كمدخل بل كقلب جنوبي نابض بالحياة».
اما الفنان مارسيل خليفة فكانت له كلمة وجدانية، عبّر فيها عن حنينه إلى بحر صيدا واستذكر كيف حمل عودَه لأول مرة في صيدا عاصمة الجنوب وغنّى للفرح. وجاء في كلمته: «هل من مكان اليوم للأغنية للموسيقى وسط هذا المشهد المرعب من الدمار والأنقاض والركام وبعد عشرات ألوف الشهداء والجرحى واللاجئين؟! من يستطيع أن يعزف ويغني وهو يعيش في الموت؟! ذلك بالضبط هو الخلاص، ذلك بالضبط هو الرجاء. الخلاص من حقارة الواقع وعجز الحقيقة وأن نستطيع على المُضي حُبّاً، رغم الموت والحرب والوحشية والإبادة الروحية والجسدية».
وقال «إن كل نوتة كل اغنية كل قصيدة تضيء الآن هي شمس كبيرة. شمس تعيد إلينا الحب والكرامة والحرية. شمس تعيدنا إلى الحياة، تنقذنا، وهي انتصار على الموت. هذا هو ما جعلنا نأتي اليكم ولنقول إن هناك أملاً بعد في هذا الزمن الاجرامي السافل. نلتقي اليوم على وقع مهرجان صيدا. نطير مع صهيل الذاكرة ونزداد شروقاً في هذا الليل. كاللهب المتضرّم يرتجف في شمس حزيران».
واضاف خليفة «أنظر إلى شاطئ ذكرى بعيدة، تحت شمس حارقة. وطن عربي شاسع وقد أُخذت منه زينته، عسير النقط، متوحّل في اول الصيف. أتقشف في التحديق ولا أطيل النظر. شيءٍ في داخلي الصيف. أتقشفً الغمام. يولد من بحر صيدا ويحررني من قرفي. أحتاج إلى كوفيّة أمسح بها دمعاً حاراً كالصديد. لقد تقرّح قلبي من عفن المرحلة ومن تعب اسئلة قاحلة. كيف أروي شيئاً مما أرى، لعلّه شيئاً من الماضي الجميل».
وتابع «أصدقائي، أنا مدين لصيدا بما لا تُخفي من شغف في بحرها الأزرق. من هنا غنينا لمعروف سعد «يا بحرية هيلا هيلا» من طعم ماء هذا البحر واصبحت على كل شفة ولسان. كنا نصرخ بشغفنا على المينا، نتذوّق عسل الحياة ونطلق الخيال. كنا كصوت الموج على صخرة ينساب، نصعد إلى شرفة احلامنا ولم نكن نبالي بما سوف يقولون إن اكتشفوا بريق عيوننا.
حملت عودي أول مرة في صيدا عاصمة الجنوب وغنيت للفرح حين وعدتني العاصفة بنبيذ آلهة وبأنخاب جديدة وبأقواس قزح. غنيت آنذاك بصوت غارق في براءة هذا الوعد وتملّكني شعور بأنه قادم لا محالة، وأن العاصفة ستفي بما وعدت به. وتكرّ الأيام وأقلب المدن صفحة صفحة واعود اليوم مثل البحّار العتيق إلى «المينا» إلى أرض أغنيتي لأواصل سرد الحكاية لكي نذهب إلى الحلم مؤمنين بأننا سننتصر على وحش الأعماق».
وختم الفنان خليفة «نحرس الحنين إلى بحر صيدا بين حبّات الموج ينتحرنَ على قصبة الصيد لتنثرها الأسماك المجنونة. نرفع الشراع قارباً يمخر العباب ويمسح السَحاب عن ظفائر شمس تجدل في الافق البعيد. ثم نصعد في عرس بيدر تُزّف سنابله لمنجل الحصّاد على موّال صوت صياد حنون تقطفه الامواج وتطويه زغرودة الانتظار.
أبحث عن الوطن في الاغنية وفي كل ما لدى المقام المُعد لتطرية الايام الصعبة التي نعيشها. لا بد من الرغبة والحسرة والقسوة والثورة والنداء والكلام والصمت، والنسيان والتذكّر والحب .أصابعي سأعلقها على مشارف الوتر لأكتب لصيدا جَهراً بيان الحب! أعود اليكم كطائر فرح في هيمانه عبر البحر. أعود خلف القلعة لأحط في ليل 9 آب بمهرجان صيدا. ننتظركم ونغمركم بكل الحب».

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى