عربي ودولي

ايران حذرة من مواجهة مفتوحة مع واشنطن

الوصلة نيوز – أكد الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد أن إيران تتبع نهجا محسوبا للغاية في تعاملها مع التصعيد الإقليمي، مستبعدا بشكل قاطع أن تقدم طهران على استهداف مباشر لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
يعود ذلك، بحسب أبوزيد، إلى إدراك طهران التام لحساسية هذا الخيار، خصوصا في ظل المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تعتبر أي اعتداء على دولة عضو بمثابة هجوم يستدعي ردا جماعيا من الحلف.

وأشار إلى أن إيران تتجنب فتح جبهة صدام مباشر مع قوى إقليمية ودولية متعددة، وتسعى بدلا من ذلك لاستخدام أدوات الضغط غير المباشر مثل التهديد بإغلاق مضيق هرمز أو التلويح باستهداف مصالح أمريكية، دون المضي قدما في تنفيذ هذه التهديدات بصورة عملية.

أما على الصعيد العسكري، أكد أبو زيد  أن الأولوية الإيرانية هي استعادة معادلة التوازن الإستراتيجي، ما يتيح لها مستقبلا الدخول في أي مسار تفاوضي من موقع قوة وليس من موقع الضعف أو الهزيمة.

ولفا في هذا السياق إلى أن إيران قد تظهر بعض المرونة في إطار التنازلات، لكنها لن تقدم على خطوات يمكن قراءتها كإقرار بهزيمتها.
وفيما يتعلق بتركيز طهران على “الحفاظ على المخزون الصاروخي”، أكد أبو زيد أن هذا الأمر لا ينبغي فهمه بشكل حرفي، بل يمثل جزءا من إستراتيجية تهدف إلى إنهاك منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي تعاني أصلا من الاستنزاف ونقص الصواريخ الاعتراضية.

وتابع “بعد استنزاف قدرات الدفاع الجوي، يمكن لإيران أن تنفذ ضربات نوعية ضد أهداف ذات حساسية إستراتيجية، بما يؤكد استعادتها للتوازن الميداني”.
أما على المستوى الدولي، استبعد أبو زيد أن “نشهد تحركات عسكرية مباشرة، لكنه لا يستبعد في الوقت ذاته تصاعد الجهود الدبلوماسية، خصوصا من جانب روسيا والصين، بهدف احتواء التصعيد”.

ويرى أن نطاق الرد الأمريكي سيظل محدودا، ولن يدفع باتجاه تصعيد إضافي من قبل دولة الاحتلال.

مع ذلك، شكك أبو زيد في استعداد إيران للانخراط في أي تسوية سياسية قبل استعادة القدرة على الردع، مبينا أن طهران لن توقف عملياتها ضد دولة الاحتلال ما لم تحقق ضربات ضد أهداف ذات قيمة عالية، والتي قد لا تكون بالضرورة مفاعلات نووية، بل ربما مواقع رمزية أو ذات طابع حساس تعيد لها مكانة التوازن الإقليمي.

ورجّح مجددا أن إيران لا تسعى إلى توسيع دائرة الصراع، بل تعمل على الحفاظ على هامش عملياتي وسياسي يمكّنها من البقاء طرفا فاعلا وقويا في أي مفاوضات مقبلة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى